مظاهر الغزو الثقافي
مظاهر الغزو الثقافي متعددة في عصرنا الحالي، لكن بدايٍة دعونا نتعرف على معنى الغزو بشكل عام، عند سمعاك لهذه الكلمة فإن أول ما يخطر في بالنا، أنه هوهجوم دولة على دولة أخرى، والتمركز في أراضيها، ومحاولة السيطرة على نظام الحُكم فيها بالقوة، ويرتبط مفهوم الغزو بالحرب، والهجوم يمكن أن يكون، برياً، أو بحرياً، أو جوياً، أو بجميع الوسائل السابقة، وهو فعل مرفوضٌ رفضاً كلياً، بناءً على كافة المواثيق، والسياسات، والأعراف، والقوانين المتداولة بين الدول في جميع أنحاء العالم.
إذًا دعونا نعرف الغزو بشكل عام، أنهتأثير الطرف الأقوى، على الطرف الأضعف، وإخضاعه لسلطته الكاملة، والمطلقة، وله أشكال متعددة.
ماذا نعني بمظاهر الغزو الثقافي
بعد أن علمنا معنى الغزو بشكل عام، لنعرف معًا معنى مظاهر الغزو الثقافي، نستطيع تعريفه أنه أمة تفرض عاداتها وتقاليدها على أمة أخرى، وذلك يتم بأسلوب فكري لا يمت للطرق العسكرية بأي صلة، ويعتبر هذا النوع من أقوى وأشد الأنواع ويتم استخدام طريقة غير مألوفة للغير ومن الممكن أن تكون غير مقبولة، وبعدها زرعها بين الأفراد يبدأ التوريث للمجتمعات وخاصة تلك الضعيفة والتي لديها القابلية لتجاهل عاداتها وتقاليدها المعروفة.
تعتبر مظاهر الغزو الثقافي، إستعمال للعقول والأفكار بشكل مبهر حتى ترغبه النفوس الضعيفة في المجتمع، وقد تكون غير صحيحة أو غير حضارية.
متى بدأ ظهور الغزو الثقافي
بدأت مظاهر الغزو الثقافي بالظهور على السطح في مطلع القرن العشرين، وقد تم ابتكارها من أجل زعزعة الوحدة العربية الإسلامية، والعمل على تشتيت وتفريق المسلمين.
وكانت وسائل الإعلام على قائمة الوسائل التي اُستخدمت للغزو الثقافي، وأيضًا البرامج الأجنبية، والكتب والمؤتمرات.
وسائل الغزو الثقافي
إن مظاهر الغزو الثقافي لا تكون بأسلحة أو طرق عسكرية أو بعنف، فهي تنخر عظام المجتمع المستعمر، وتحرق جميع العادات والتقاليد والمعتقدات من الأفراد وتبدأ بزراعة أفكار جديدة، مما يؤدي إلى إنصياع الضعفاء والعميان، والذين يرون أن التقليد هو التحضر والتقدم، سنقوم بعرض بعض الوسائل عليكم:
الاعلام: يعتبر الإعلام هو السلطة الرابعة فأي دولة، والمتابع للإعلام يدرك أنه بالنسبة للغرب هو أهم مفصل، وعالم بمدى قوى الشر فيه إذ أنه قد يدعو إلى الفسق والفجور، ودس ما يشكك الفرد في معتقداته وقيمه ومبادئه.
الاستشراق: تُعرف على أنها دراسه الغرب للشرق وعلومه وأديانه، خاصة الدين الإسلامي الحنيف، لإضعافه وتشويه صورة المسلمين في كل بقاع الأرض.
العولمة: باختصار هي أخطر مظاهر الغزو الثقافي، لأنها تعني فرض ثقافة الأمة الأقوى عن طريق منظمات ومؤتمرات دولية، وإن كان للعولمة فوائد فإن لها جوانب خطيرةفي الهيمنة السياسية و العسكرية و الاقتصادية والثقافية.
التنصير: وهو استغلال الغرب للمجاعات والقحل في إفريقيا ويظهرون لهم ما يحتاجونه، ليجذبوهم إلى دينهم النصراني فيعتنقوه.
الهدف وراء مظاهر الغزو الثقافي
إن أصحاب فكرة وجود مظاهر الغزو الثقافي لديهم فكرة وهدف يريدون تحقيقهوهو زعزعة العقيدة الإسلاميّة في نفس الفرد والتشكيك بها وبمصادرها الأربعة، كما تسعى إلى القضاء على اللغة العربية ودثرها لخلق الفرق بين المسلمين من خلال المذاهب الهدّامة، كما تعمل على الإيقاع بين المسلمين بإثارة النعرات بينهم سواء كانت قومية أو عرقية، أو كإثارة الشكوك حول الإسلام، فهم يحاولون الدعوة إلى الشهوات والملذّات على أنها أمر طبيعي.
وبعد فقد وصلنا في نهاية حديثنا إلى معرفة معنى الغزو والفكري وخطورته على العقيدة الإسلامية، حتى نكون على يقين أن ما يحاكى للإسلام ليس وليد يوم وإنما أعوام.