كنت جالساً بإحدى الحدائق فاسترعت فتاةٌ انتباهي و هي على أريكةِ الحديقة، إنها آيةٌ في الجمال. قُمتُ من مكاني، و قد جَذبني جمالها دون شعور ، اتجهتُ نحوها و جلستُ بجانبها و أخذتُ أتمعّن في تقاسم وجهها الوسيم، و بعد بُرهةٍ سألتُها : هل أنت متزوجة؟
أجابتْ : لم أتزوّج بعد، فقد تقدّمَ إليّ العديد من الشُّبأن و لكنني لم أجد فيهم مواصفات شريك حياتي.
قلتُ لها و ما هي مواصفات شريك حياتك ؟
أجابت بكل هدوء: حُسنُ الخُلُق.
قلت لها، و أنا مرتبكاً من شدة الخجل : و هل تقبلين صداقتي البريئة إلى حين التأكُّد من خِصالي، فَقَصدي هو الزواج منك.
أجابت: نعم ، لقاؤنا سيكون في هذه الحديقة.
مرّت شهور شهور عديدة و نحن نلتقي في الحديقة نفسها نتبادلُ أطراف الحديث قصد التعارف .
في أحد الأيام ، و عند انتهائنا من حديثنا، قالت لي : إذا كنتَ صادقا في قولك عن الزواج، فعليك بمرافقة والديْك إلى بيتنا من أجل تعارف والدينا ، فقد اقتنعت نفسي من حسن خلقك و رجولتك.
فرحت و سُرِرتُ كثيراً لقولها ، ذهبتُ على التوِّ إلى بيتنا ، أخبرت والديّ بالأمر، استقبلا الخبر بكل سرور و قبلا الذهاب إلى بيت الفتاة من أجل معرفة والديِّ الفتاة و فتح باب الخطبة و الزواج.
توجه الأبوين صوب بيت الفتاة و قضيا النهار كله مع أسرة الجميلة ، و في الأخير طلبا يد ابنتهما فقبلا الأمر دون تردد.
مر العرس على أحسن ما يُرام بعد عقد القران.
مرت سنتان و أنجبت لي طفلا ذكراً و بعده رُزِقنا بطفلة.
و ها نحن نعيش حياة زوجية تسودها المحبة الصادقة و السعادة التي يتمنّاها كل الرجال.
هنيئا لي بهذه الزوجة العظيمة، و تمنياتي لكل الشباب