الانتقال المفاجئ من وحدتي و وحشتي إلى حياة سعيدة للغاية؟؟
كنت أعيش في عُزلة، في وحدة، في وحشة، أتالم و لا أُبينُ، أمرضُ و أصِحُّ بعد المرض، أقلَقُ و أغضب و لا أحدَ ينتبه لحالي..
في يوم من أيام ربِّنا، لما كنت أتجوّل بضفة البحر، أتأمّل في أمواجه المتلاطمة، تذهب ثم تعود لتصطدم بالصخور في منظر عجيب و ممتع، مرّت بالقرب مني فتاة جميلة يظهر على سطح مُحياها نوع من الخجل و الحِشمة أضفايا عليها نوعاً فريداً من الجماليّة و الروعة ، شدّت نظري إليها و أبْهرتْني كل الإبهار، تجرّأْتُ، رغم استحيائي، على اتباع خطواتها و السير وراءَها و اللحاق بها لأنّ جمالها قد جذبني رغماً عني. اقتربتُ منها و ناديْتُها: _ يا أختي الكريمة أريد التحدّث إليك في أمر يهمني و لربما يهمك أنت كذلك،، أجابت: _ لابأس، تحدّث و لا حرج.. أحسستُ بقُشعريرة في جسمي، لم أعهد مثلَها في حياتي، زاد قلبي في الخفقان، و شعرتُ بحرارة شديدة تعمّ جسدي و كل جوارحي. قُلتُ لها: _ يا أختي، هل أنت متزوِّجة؟، أجابتْني، منحنيةَ الراس، من شدة الاستحياء: _ لا يا أخي الكريم، لم يتقدم بعدُ أحدٌ لطلبي يدي. صمتُّ برهةً ثم قلتُ لها: _ أتقبليني زوجاً مخلصاً لك، طأطأتْ رأسها و قالت لي: _ عليك بالدخول من الباب بدلَ النافذة، سأعطيك رقم هاتفي و اتصل بي كي أدُلُّك على عنوان بيتنا و تحدّث مع أبي و أمي و سيجعل الله خيراً إنْ كانت نيتُك صادقةً حقّاً.
فأسرعتْ في مشيتها و تركتْني و غادرتِ المكان.
في الغد، تحدّثُّ معها عبر الهاتف، فدلّتْني على عنوان بيتها و انقطع الهاتف.
ذهبتُ على التَّوِّ قاصداً بتها، و أنا أرتعد، و صلتُ و طرقتُ الباب فُتح الباب ثم دخلتُ، سلّنتُ على أهل المنزل و جلست حداءَ الأب و بدأ الحديث، سألني عن أشياء عديدة و أجبْتُه بصدق، كما عهدت و كما تربّيتُ. ارتاح الأب لِكلامي فابتسم ابتسامةً غيّرتْ مجرى تفكيري، فعلمتُ أنني سأفارقُ الوحدة التي كنت أعيش فيها و الكآبة التي كانت تنتابُني، قبِلَ الأبُ طلبي، قرأنا سورة الفاتحة جميعاً إعلاناً بعقد ميثاق الزواج.
تم القِران بسلام و تمّت معه فرحتي التي لا يمكن وصفَها أبداً و لو كتبُتُ حولها صفحاتٍ و صفحات لتفسيرها.
منذ لحظة دخول تلك الزوجة بيتي و مزاجي يتغيّر شيئا فشيئاً نحو السعادة الشاملة الكاملة التي لا توصَف...
لقد كُتِبت لي حياة جديدة لم أكُنْ أتصوّرها بتاتاً.. أنجبنا أطفالاً كالبراعم زادوا من سعادتنا الكثير الكثير.
تلك هي قصة حياتي الممتعة الرائعة التي سأظَلُّ أحكيها حتّى أنتتقل إلى دار البقاء