سبب نزول سورة يس ، سورة يس من السور المكية عدا الآية 45 فهي مدنية ولقد نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتنوعت المواضيع التي تناولتها سورة يس فقد تحدثت عن الإيمان بأن الله قادر على البعث والنشور كما ذكرت السورة الأدلة والبراهين التي تثبت وحدانية الله سبحانه وتعالى، كما ذكرت السورة أيضا بعض المواضيع المذكورة في سورة فاطر، مثال الآيات التي تتحدث عن الظواهر الكونية، كما عرضت السورة أحوال المشركين وتحدثت أيضا عن أصحاب القرية.
سبب نزول سورة يس
قد افتتح الله سبحانه وتعالى السورة بحروف يس وهذا يدل على إعجاز القرآن الكريم الذي تحدى به الله عز وجل الكافرين أن يأتوا بمثله ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا، تفسير هذه الحروف لا أحد يعلم معناها غير الله عز وجل، وتسمي هذه السورة بقلب القرآن والله أعلم، سبب نزول سورة يس كما ورد في بعض كتب التفاسير، إن لكل سورة من سور القرآن الكريم مناسبة كانت سبب في نزولها وقد ورد في سبب نزول سورة يس عن أبي سعيد الخدري قال كان بنو سلمة في ناحية من المدينة، فأرادوا أن ينتقلوا إلى مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام ويتركوا ديارهم فنزلت هذه الآية” إِنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيءٍ أَحصيناه في إِمام مبِين”.
وقد نزلت بعض آيات السورة في أٌبي بن خلف عندما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عظم بال فقال له متهكما مستنكرا إحياء الله الموتى يوم البعث فقال يا محمد أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم، ويبعثك ويدخلك في النار، فأنزل الله تعالى هذه الآيات التي ترد عليه وعلى كل من يشكك في البعث والنشور بأن الله تعالى الذي خلق الخلق من العدم قادر على إحيائهم مرة أخرى بعد الموت وهو العليم بكل شيء، وهو الذي ينبت الشجر وانزل الماء وخلق السماوات والأرض، فلن يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى فهو قادر على إعادة إحياء الخلق من جديد، وبهذا يكون سبب نزول سورة يس.
يمكن التعرف على معلومات عن فوائد سورة الملك الروحانية وفضل قراءتها والأحكام التي تناولتها السورة
ما هو سبب تسمية سورة يس
لم يرد في القرآن الكريم ولا في الأحاديث النبوية تسميات لسور القرآن الكريم كما هي عليه الآن، وقد سميت كل سورة باسم وذلك للتمييز بينها خصوصا بعد جمعها في المصحف الشريف، وجاءت تسمية السور بناء على اجتهاد أصحاب النبي رضوان الله عليهم، وتم تسمية كل سورة على حسب ما جاء فيها من قصص أو مناسبة ما، أو على حسب ما ابتدأت به آيات السورة، وسميت سورة يس بهذا الاسم بسبب بدء السورة بلفظ يس، وهي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي ورد فيها لفظ يس ولذلك سميت به، ولقد سمي الربع الأخير من القرآن الكريم بربع يس لوقوع السورة فيه.
ما هو فضل سورة يس
القرآن الكريم كتاب عظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه ولكل سور القرآن فضل كبير، والتي يجب على المسلم المداومة على قراءتها لأخذ هذا الفضل، لكن البعض يخصص بعض سور القرآن بذكر فضل معين لها، وسورة يس مثلها مثل كل سور القرآن الكريم التي ينال من يقرأها الأجر والثواب الكبير، ولها فضل ينطبق على جميع السور، أما بالنسبة للأحاديث الشريفة بشأن فضل سورة يس فهي أحاديث كثيرة، ومعظمها أحاديث موضوعة ليس لها سند في الموسوعة الحديثية، لذلك لا يجوز تداولها، والأولى بالمسلم أن يقرأ جميع سور القرآن الكريم بما فيها سورة يس طلبا الاجر والثواب والفضل من الله سبحانه وتعالى دون تخصيص سورة دون غيرها.
ومن بين الأقوال والأحاديث الموضوعة حول فضل سورة يس الحديث الذي يقول، إن قراءة سورة يس لعدد معين من المرات يكون سببًا في استجابة الدعوة وهذا الحديث باطل وبدعة، وكل بدعة ضلالة ولا يجوز الأخذ به ولا اعتماده واعتباره فضلًا خاصًا لسورة يس، ومن بين الأحاديث الموضوعة والواردة أيضا في فضل سورة يس إن لكل شيءٍ قلبا وقلب القرآنِ يَس ومن قرأ يَس كتب اللهُ عز وجل له بقراءتِها أجر قراءةَ القرآنِ عشرَ مرات وهذا موضوع أيضا لا يجوز الأخذ به، وورد الكثير من الأحاديث الموضوعة الأخرى في فضل سورة يس مثال أيضا الحديث الذي يقول أن قراءة سورة يس تهون على الإنسان سكرات الموت، ومن الافضل عدم تداول هذه الأحاديث أو ذكرها.
والالتزام بقراءة سورة يس من باب الثواب والأجر العام والتمعن في آياته ومعانيها وسورة يس تهذب النفس وتمدها بجرعة إيمانية كبيرة، حيث تتحدث السورة عن قضايا مهمة في العقيدة الإسلامية كما فيها أيضا قصة أصحاب القرية القصة المليئة بالعبر والمواعظ، مما يجعل قلب المؤمن يلين ويخشع ويثبته على توحيد الله سبحانه وتعالى