0 تصويتات
في تصنيف مناهج دراسية بواسطة

ما هو موقف الناس حال الضراء و السراء..

موقع مدينة العلم هو موقع تعليمي لكل حلول الاختبارات والواجبات كمان يمكنكم طرح سوالك في اول الصفحة امام كلمة اطرح سوالك إذا لم تجد السؤال يمكنك طرح سوالك وسوف يقوم فريقنا بالحل باسرع وقت لكل فصول التعليم عن بعد وحضوري كمان من هنا من موقع مدينة العلم 

البحث عن الاسئلة التي تبحثون عن حلها في الموقع باستخدام خانة البحث وسوف تجدون بأذن الله كافة الاسئلة مع الحلول الصحيحة

وإن لم تجدوا السؤال يرجي طرح السؤال عن طريق الضغط علي اطرح سؤالا وسوف نجيب عليه ف اسرع وقت ممكن

اجابة سؤال....ما هو موقف الناس حال الضراء و السراء

                   

!!!الجواب الصح هو .!!!

ما هو موقف الناس حال الضراء و السراءما هو موقف الناس حال الضراء و السراء

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
موقف الإنسان من السراء والضراء[1]

الحمد لله يُعطي ويمنع وهو الفعَّال لما يريد، الحمد لله يَبسُط الرزقَ لمن يشاء ويقدر وهو الغني الحميد، أحمده وأشهد أن لا إله إلا الله الكبير المتعال، وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله عظيم السجايا وكريم الخلال، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي البهي وعلى آله وصَحْبه ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فيقول الحق تبارك وتعالى - وهو أصدق القائلين -: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34] صدق الله العظيم.

 

أيها المسلمون:

عجبًا للإنسان! يُسبِغ الله عليه نِعمَه الظاهرة التي لا تُحصى، ونعمه الباطنة التي لا تُستقصى، فمن نعمة الوجود إلى نعمة العلم والمعرفة، إلى نعمة الصحة، إلى نعمة المال إلى نعمة الولد، إلى نعمة الجاه والمنزلة، إلى غير ذلك من النِّعم التي تستلفت الأنظار، وتَستوجِب التدبُّر والاعتبار، ولكنه يا للأسف، يُغمِض عنها عينيه، ولا يُقابِلها إلا بالجحود والكُفْران.

 

فإذا ما حوَّل الله حالَه إلى حال آخر يُحزِنه، بأن أصابه مرضٌ في بدنه، أو نقصٌ في ماله أو ولده، أو تبخُّر في جاهه ومنزلته، إلى غير ذلك من ألوان الابتلاء، تعالت صيحاته، وتوالت لعناته، ولازَمه السخط والتبرُّم بقضاء الله، وحالَفه اليأسُ من رحمة مولاه.

 

وإن تأْلَموا - أيها الإخوة - فألمٌ أن يتناول الحقُّ - تبارك وتعالى - هذين الوضعين الكريهين، في أسلوب يملأ النفوسَ غمًّا وحسرة؛ حيث يقول: ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسًا ﴾ [الإسراء: 83].

 

سبحان الله! ما أقبح هذا العبد في وضعَيه، فهو في كل منهما مذموم مَرذول؛ ما أعجبه في حالتيه؛ فقد حيَّر الأفهام والعقول، ما أضلَّه وما أشقاه! فقد أظلم قلبه، وعميت بصيرته، ومن يُضلِل الله فما له من هاد.

 

أما ذلك الذي أشرقت جنباتُ قلبه بنور الإيمان، أما ذلك الذي استنارت بصيرتُه بنور العِرْفان، أما ذلك الذي آمن بما خطَّه القلم وقضاه الرحمن، فشأنه الشكر عند السراء، والصبر عند الضراء، وإن تَطرَبوا - أيها الإخوة - فطرب أن يتناول الرسولُ عليه السلام هذين الوضعين الكريمين في أسلوب يَغمُر القلوبَ عزَّة وبهجة؛ حيث يقول: ((عجبًا لأمر المؤمن! إن أمْرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكَر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبَر، فكان خيرًا له))[2].

 

لله ما أسعد هذا المؤمن، ما أسعده بالخير في حالتيه! إنَّه في كل منهما يَقِظ يلبِّي نداء الدِّين، إنه في كل منهما طائع يُرضي ربَّ العالمين، إنه في الأولى يُحرِز جزاء الشاكرين، وفي الثانية يحرز جزاء الصابرين، إن هذا لهو الفوز المبين، ولمِثل هذا فليعمل العاملون.

 

أيها المسلمون:

لا تَعجبوا إذا سمعتُم بعد ذلك أن هناك من الأقوام، مَن سَمَت أرواحُهُم فوق هذا المقام، فإذا بهم يشكرون الله إذا ألمَّ بهم ما يَكرهون، ويُؤثِرون الغيرَ على أنفسهم إذا ظفروا بما يشتهون، لقي شقيق البَلْخِيُّ رجلاً من الصالحين، فقال له: "أيها الأخ: صفْ لنا حالكم في الرخاء وفي الشدة"، فقال الرجلُ: "نحن قومٌ إذا أُعطينا شكرنا، وإذا مُنعنا صَبَرْنا"، فقال شقيق: "هذا حالُ كلابِ بَلْخ"، فعجب الرجل لمقالته، وقال له: "إذًا، كيف حالكم أنتم في الرخاء وفي الشدة؟"، فقال شقيق: "نحن قوم إذا مُنِعنا شكرنا، وإذا أُعطينا آثرنا"؛ أي فضَّلنا الغيرَ على أنفسنا.

 

أيها المؤمنون:

إذا شقَّ عليكم أن تكونوا من هذا الفريق الأسمى، فلا أقل من أن تكونوا بحُكْم إيمانكم شاكرين عند النِّعم، وبالشكر تدوم النِّعم وتزداد، صابرين عند المحن، وبالصبر يَعظُم الأجر، حيث يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب، وَضَعُوا في حسابكم أن الابتلاء سُنَّة الله مع أحبائه، فقد قال صفوة خلْقه وخاتم أنبيائه: ((مَن يُرِد الله به خيرًا، يُصِبْ منه))[3]، ويتجلَّى هذا الخير في تكفير السيئات، ورفْع الدرجات، وبذلك يَنطِق حديث سيد الكائنات: ((ما يُصيب المسلمَ من نَصَب ولا وَصَب ولا همٍّ ولا حَزَن، ولا أذىً ولا غم، حتى الشوكة يُشَاكُها إلا كَفَّر الله بها من خطاياه))[4]، وفي رواية أخرى يقول: ((إلا رفَعه الله بها درجةً، وحطَّ عنه بها خطيئة)).

 

وإذا عرَفتم - أيها الإخوة - أن تكفير السيئات، ورفْع الدرجات، طريق إلى رِضوان الله، والفوز بسعادة الآخرة، أدركتم السرَّ في أن بعض الصالحين والصالحات، كانوا يختارون محالفة الشدائد؛ حتى لا يفوتهم ذلك النعيم المقيم؛ فقد روى البخاري ومسلم عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ألا أريك امرأةً من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء؛ أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: ((إني أُصْرَع وإن أتكشَّف))؛ أي يَنكشِف بعض أعضائي عند نوبة الصَّرع على كَرْهٍ مني، فادعُ الله تعالى لي، قال: ((إن شئْتِ صَبَرْتِ ولك الجنَّة، وإن شئتِ دعوتُ الله تعالى أن يُعافيك))، فقالت: أَصبِرُ، فقالت: إني أتكشَّفُ، فادعُ اللهَ ألا أَنْكَشِف، فدعا لها؛ أي: فهي من أهل الجنة، بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم، أسأل الله لي ولكم التوفيق، وأن يجعلنا من الشاكرين الصابرين، إنه أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.

 

الحديث: قال عليه الصلاة والسلام: ((إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم؛ فمَن رضي فله الرضا، ومن سَخِط فله السَّخَط))
مرحبًا بك إلى planerm، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...