وجاء في كتاب "فقه الرضا" عليه السلام : وإن استطعت أن تحيي هاتين الليلتين إلى الصبح [فافعل] ، فإن فيها فضلاً كثيراً ، والنجاة من النار ، وليس سهر ليلتين يكبر فيها أنت تؤمل . وقد روي أن السهر في شهر رمضان ، في ثلاث ليال ؛ ليلة تسع عشرة ، في تسبيح ودعاء ، بغير صلاة ، وفي هاتين الليلتين ، أكثروا من ذكر الله جل وعز .
قال الإمام محمد الباقر عليه السلام : من أحيى ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وصلّى فيها مأة ركعة ، وسع الله عليه معيشته.
عن عليّ بن أبي حمزة الثمالي قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له أبو بصير : جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى؟ فقال : في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قال : فإن لم أقو على كلتيهما؟ فقال : ما أيسر ليلتين فيما تطلب قلت : فربّما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض أخرى فقال : ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها ، قلت : جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني ، فقال : إنَّ ذلك ليقال ، قلت : جعلت فداك إنَّ سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج ، فقال لي : يا أبا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا والأرزاق وما يكون الى مثلها في قابل ؛ فاطلبها في ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وصلِّ في كلِّ واحدة منهما مائة ركعة وأحيهما إن استطعت الى النور واغتسل فيهما ، قال : قلت : فإن لم أقدر على ذلك و أنا قائم ؟ قال : فصلِّ وأنت جالس ، قلت : فإن لم أستطع؟ قال : فعلى فراشك ، لا عليك أن تكتحل أوّل الليل بشيء من النوم ، إنَّ أبواب السماء ت فتح في رمضان وتصفّد الشياطين وتقبل أعمال المؤمنين ؛ نعم الشهر رمضان كان يسمّى على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله المرزوق .
2 ـ الغسل
قال الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام : من اغتسل ليلة القدر وأحياها إلى طلوع الفجر خرج من ذنوبه .
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : اغتسل ليلة تسع عشرة من شهر رمضان ، وإحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ، واجتهد أن تحييهما .
عن ابن بكير قال : سألت أبا عبد الله (الإمام جعفر الصادق) عليه السلام عن الغسل في رمضان ، وأي الليل أغتسل؟ قال : تسع عشرة وإحدى وعشرين وثلاثة وعشرين.
3 ـ صلاة ركعتين
عن النبي صلى الله عليه وآله ، قال : من صلّى ركعتين في ليلة القدر ، فيقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ، وقل هو الله أحد سبع مرات ، فإذا فرغ يستغفر سبعين مرة ؛ فما دام لا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه ، وبعث الله ملائكة يكتبون له الحسنات الى سنة أخرى ، وبعث الله ملائكة الى الجنان يغرسون له الأشجار ويبنون له القصور ويجرون له الأنهار ، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى ذلك كله.
4 ـ افتح القرآن واقرأ الدعاء التالي
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام تأخذ المصحف في ثلاث ليالي من شهر رمضان فتنشره وتضعه بين يديك وتقول : " اللهم إني أسألك بكتابك المنزل وما فيه ، وفيه اسمك الأكبر ، وأسماؤك الحسنى ، وما يخاف ويرجى ، أن تجعلني من عتقائك من النار " . وتدعو بما بدا لك من حاجة .
5 ـ ضع القرآن على رأسك واقرأ الدعاء التالي
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : خذ المصحف فدعه على رأسك ، وقل : " اللهم بحق هذا القرآن ، وبحق من أرسلته به ، وبحقِّ كلِّ مؤمن مدحته فيه ، وبحقك عليهم فلا أحد أعرف بحقك منك ، بك يا الله ـ عشر مرات ـ ثم تقول : بمحمد ـ عشر مرات ـ بعلي ـ عشر مرات ـ بفاطمة ـ عشر مرات ـ بالحسن ـ عشر مرات ـ بالحسين ـ عشر مرات ـ بعلي بن الحسين ـ عشر مرات ـ بمحمد بن علي ـ عشر مرات ـ بجعفر بن محمد ـ عشر مرات ـ بموسى بن جعفر ـ عشر مرات ـ بعلي بن موسى ـ عشر مرات ـ بمحمد بن علي ـ عشر مرات ـ بعلي بن محمد ـ عشر مرات ـ بالحسن بن علي ـ عشر مرات ـ بالحجة ـ عشر مرات ـ وتسأل حاجتك " .
6 ـ قراءة سورة العنكبوت والروم
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (الإمام جعفر الصادق) عليه السلام قال : من قرأ سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يا أبا محمد من أهل الجنة ، ولا أستثني فيه أحداً ، ولا أخاف أن يكتب الله عليَّ في يميني إثماً ، وإن لهاتين السورتين من الله مكاناً .
7 ـ زيارة الإمام الحسين عليه السلام
عن عبد العظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثاني (الإمام عليه السلام) في حديث قال : من زار الحسين عليه السلام ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، وهي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم ، صافحه روح أربعة وعشرين ألف ملك ونبي ، كلهم يستأذن الله في زيارة الحسين عليه ا لسلام في تلك الليلة.
عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبد الله (الإمام جعفر الصادق) عليه السلام ، قال : إذا كان ليلة القدر يفرق الله عز وجل كلّ أمر حكيم ، نادى مناد من السماء السابعة من بطنان العرش أن الله عز وجل قد غفر لمن أتى قبر الحسين عليه السلام .
8 ـ قراءة سورة القدر ألف مرة
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : لو قرأ رجل ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان إنا أنزلناه في ليلة القدر ألف مرة ، لأصبح وهو شديد اليقين بالاعتراف بما يختص فينا ، وما ذاك إلاّ لشيء عانيه في نومه .
9 ـ اطلب الحج
قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : سلوا الله الحج في ليلة سبع عشرة من شهر رمضان ، وفي تسع عشرة ، وفي إحدى وعشرين ، وفي ثلاث وعشرين ، فإنه يكتب الوفد في كل عام ليلة القدر ، و ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ .
10 ـ صلاة مائة ركعة
قال الإمام محمد الباقر عليه السلام : من أحيى ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وصلى فيه مائة ركعة وسع الله عليه معيشته في الدنيا ، وكفاه أمر من يعاديه ، وأعاذه من الغرق والهدم والسرق ومن شرّ السباع ، ودفع عنه هو منكر ونكير ، وخرج من قبره نور يتلالأ لأهل الجمع ، ويعطى كتابه بيمينه ، ويكتب له براءة من النار وجواز على الصراط وأمان من العذاب ، ويدخل الجنة بغير حساب ، ويجعل فيها من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً.
عن سليمان الجعفري قال : قال أبو الحسن عليه السلام ، صلِّ ليلة إحدى وعشرين ، وليلة ثلاث وعشرين مائة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد لله مرة ، وقل هو الله أحد عشر مرة .
11 ـ أدعية مأثورة
وعن النبي صلى الله عليه وآله ، أنه أمر بدعاء مفرد في كل ليلة من لياليه ، فقال : "ادعوا في الليلة الثالثة من العشر الأواخر من شهر رمضان ، وقولوا : يا ربّ ليلة القدر ، وجاعلها خيراً من ألف شهر ؛ ورب الليل والنهار ، والجبال ، والبحار ، والظلم والأنوار ، لك الأسماء الحسنى ، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء ، وروحي مع الشهداء ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك" .
دعاء آخر في هذه الليلة مروي عن النبي صلى الله عليه وآله : " سبحان من لا يموت ، سبحان من لا يزول ملكه ، سبحان من لا يخفى عليه خافية ، سبحان من لا تسقط ورقة إلاّ بعلمه ، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين إلاّ بعلمه وبقدرته ، فسبحانه سبحانه سبحانه سبحانه سبحانه سبحانه ما أعظم شأنه ، وأجل سلطانه ، اللهم صلِّ على محمد وآله ، واجعلنا من عتقائك ، وسعداء خلقك بمغفرتك ، إنك أنت الغفور الرحيم .
روي عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه كان يدعو به في ليالي الافراد قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً :
"اللهم إني أمسيت لك عبداً داخراً ، لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً ، ولا أصرف لها سوءاً ، أشهد بذلك على نفسي ، واعترف لك بضعف قوتي وقلة حيلتي ، فصل على محمد وآل محمد ، وأنجز لي ما وعدتني وجميع المؤمنين والمؤمنات من المغفرة في هذه الليلة ، وأتمم عليَّ ما آتيتني ، فإني عبدك المسكين المستكين ، الضعيف الفقير المهين . اللهم لا تجعلني ناسياً لذكرك فيما أوليتني ، ولا لإحسانك فيما أعطيتني ، ولا آيساً من إجابتك وإن أبطأت عني ، في سراء كنت أو ضراء ، أو في شدة أو رخاء ، أو عافية أو بلاء ، أو بؤس أو نعماء ، إنك سميع الدعاء".
دعاء الإمام علي بن الحسين عليهما السلام في ليلة القدر
"يا باطناً في ظهوره ، ويا ظاهراً في بطونه ، يا باطناً ليس يخفى ، يا ظاهراً ليس يرى ، يا موصوفاً لا يبلغ بكينونيته موصوف ، ولا حد محدود ، يا غائباً غير مفقود ، ويا شاهداً غير مشهود ، يطلب فيصاب ولم تخلُ منه السماوات والأرض وما بينهما طرفة عين ، لا يدرك بكيف ، ولا يؤيّن بأين ، ولا بحيث ، أنت نور النور ، ورب الأرباب ، أحطت بجميع الأمور ، سبحانه من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، سبحانه من هو هكذا ولا هكذا غيره" .
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : تقول في العشر الأواخر من شهر رمضان في كلّ ليلة : "أعوذ بجلال وجهك الكريم أن ينقضي عنّي شهر رمضان أو يطلع الفجر من ليلتي هذه ولك قبلي ذنب أو تبعة تعذبني عليها".