ما العادة السيئة التي اعتقدت أم الفراخ أن (ستيلا لونا)
استعلمها لفراخها؟
فتسلقت إلى العش وأغلقت عينيها، وفتحت فمها لتلقمها الأم في فمها جندبا
أخضر كبيرا.
وما إن دخل الفراخ داخل العش حتى استوقفت الأم (ستيلا لونا)
وقالت لها: إنك تعلمين فراخي عادات سيئة، ولن أسمح لك بدخول هذا العش
حتى تعدينني أن تلتزمي بقوانينه .
التزمت (ستيلا لونا) بالوعد، فتغذت معهم على الحشرات الصغيرة دون
أن
تبدي امتعاضها، ونامت معهم داخل العش ولم تنم مقلوبة. وهكذا عاشت
استیلا لونا) وفقا لقوانين الطيور وعاداتهم .
قالت (ستيلا لونا) : آه ! با للخزي .. سأطير طوال ساعات النهار فلا
يعرف أحدكم أنني غبية، ولا أجيد الهبوط.
وفي اليوم التالي طارت الفراخ الثلاثة وهم: (بب) و(فلیتر) و(فلاپ)
ومعهم (ستيلا لونا) بعيدا عن العش، وحلقوا ساعات متواصلة حتى
من تقوية أجنحتهم ، لكن (فلیتر) حذرهم من أن الشمس شارفت على
الغروب، ووافقه (فلاب) بأنه يجب العودة إلى العش، وإلا سنضيع مع حلول
الظلام.
ولكن (ستیلا لونا) كانت قد سبقتهم كثيرا ولم يتمكنوا من رؤيتها،
وهكذا عاد الثلاثة إلى العش قلقين عليها ۔
استمرت (ستيلا لونا) في الطيران وحدها حتى بدأت تتألم، فجناحاها
لا يساعدانها على الطيران المستمر، فسقطت على شجرة.
تنهدت (ستيلا لونا) قائلة: لقد قطعت وعذا ألأ أتعلق بقدمي، ولهذا
أمسكت الغصن بابها ميها، وسرعان ما نالها التعب وغظت في سبات عميق.
وهكذا لم تسمع صوت الأجنحة التي رفرفت قريبا منها.
وفجأة صرخ بها أحدهم قائلا: لماذا تتعلقين بالمقلوب؟
فتحت (ستيلا لونا) عينيها باستغراب لترى وجها غير مألوف.
ردت عليه قائلة: أنا لست مقلوبة، بل أنت من يتعلق بالمقلوب !
رد عليها هذا الكائن: أه .. ولكن خفاش، والخفافيش تتعلق بأقدامها
في حين أنت تتعلقين بإبهامك، وهذا ما يجعلك مقلوبة، أما أنا فخفاش
وأتعلق بقدمي ؛ ولهذا فأنا لست مقلوبا، بل في وضعي السليم بالنسبة إلى
الخفافيش
احتارت (ستيلا لونا) وردت قائلة: ولكن الطائر الأم أخبرتني أنه من
الخطأ النوم متعلقة بقدمي!
قطعها الخفاش: هذا قد يكون خطأ لو كنت طائرا، ولكنك خفاش.