0 تصويتات
بواسطة
كم ادهشني نبض قلبها






بقلم: رحمة التميمي وكم أدهَشَني نبضُ قلبِها، حينَما رأيتُها تُداعِبُ بطنَها المُتكَوِّرَ، وتَتَحَسَّسُ ذاكَ الجزءَ الجَميلَ الَّذي ‏يسكُنُها‎  شاهدتُها تَسرَحُ في خَيالِها، وتَحلُمُ؛ ترسُمُ قصةً خياليّةً لمخلوقٍ جَديدٍ تَنتظِرُه بلهفَةٍ تَشتاقُه وتُحِبُّهُ، ‏حتى قبلَ أنْ تراه.‏‎



. رأيتُها تَتنهَّدُ عند كُلِّ مَبسَمٍ مِنْها، وكَأَنَّها خائفَةٌ، ولكنْ مِنْ ماذا تخافُ؟ وحلمُها الصغيرُ يحتضِنُ ‏جسدَهَا، ويتلاعَبُ داخلَها، يُخبِرُها: أنا هنا.. لا تَحزَني يا أمّي‎ ! فَما الَّذي يُخِيفُها‎ ! اقتربَتْ منها وإذْ بِدَمعةٍ تقِفُ على أطرافِ عَينِها، تبكي‎ ! سألتُها‎ ! ما بكِ تتنهَّدين، تَبكينَ وتبْتَسمينَ‎ ! ألا تُدركينَ ما تَشعرينَ به؟‎ ! فقالت‎.. مُنذُ مُدة ليستْ بطويلةٍ، تَعلَّقْتُ بِقلبٍ لا يُحِبُّني، وتزوَّجتُ بقلبٍ آخرَ أُحِبّه‎. فخُنْتُ هذا بذاك.‏‎ ابتَسَمَتْ، وهي تَرى علامَةَ الذُّهولِ على وَجهي.‏‎. وأكْمَلَتْ.‏‎. الأمر كُلُّهُ مُتَعلِّقٌ بهذا، وأشارَتْ بأناملِها على بَطنِها، هنا… حينما تزوَّجْتُ، كان الأمر مُجرَّدَ تقليدٍ؛ ‏كي لا يُقالَ لي: عانسٌ، مثلا‎..‎‏!!‏‎ الأمومة.‏‎







. شيءٌ مُعتادٌ، لا يَتجاوزُ حُدودَ حِفاظِ النَّسْلِ‎ ! ومَا إنْ بَدا داخِلي يَتَكَوَّرُ، تَعَلَّمتُ.‏‎. وَبدأتُ أشعر بِجَمالِ ما أمُرُّ به.‏‎. الشعورُ بأنَّ هناك جَسدًا آخرَ يَتَكَوَّرُ فِيَّ.. جَميلٌ‎  مُجرَّدُ التفكير في الأمر يُشعرُني بالسَّعادةِ.‏‎. فكيفَ بَعدَ أنْ حَدَثَ، دونَ أنْ أراهُ أحْبَبْتهُ، دونَ أنْ ألمسَهُ شَعرتُ به.‏‎. الأجملُ مِن كُلِّ هذا هو مُشاركَتُهُ لِحُزني وفَرَحي.‏‎. إن شعرتُ بِالحُزنِ استشعَرَ بِقَدَميْهِ اللتينِ تَطرُقانِ جِدًّارَ بَطني؛ وكَأَنَّهُ يقولُ: اطمئني.‏‎. وإن كنتُ سعيدةً، شعرتُ بحَركاتِ قلبِه وهُوَ يَتراقَصُ داخلي.‏‎ وأعلم بأنَّ السؤالَ ما زالَ يقِفُ على طَرَفِ لِسانِك.






.كيفَ خُنْتِ هذا بذاك‎ ! الأمر بسيطٌ يا عزيزتي.‏‎  كلُّ ما في الأمر أنّي أحْبَبْتُ طفلي أكثر من الحُبّ الَّذي خلقه الله في قلبي لزوجي‎ أحْبَبْت ذاك المخلوق الصغير الَّذي يحتفظ داخلي وكأنّي لَمْ أحب أحدًا مِن قَبلُ‎.. وكَأَنَّهُ الحُبُّ الوَحيدُ الَّذي سَكَنني.‏‎. تعلمينَ.‏‎. الشعورُ بأنْ تَصبحي أمًّا، في غاية الرَّوْعَة.‏‎. فقط إنْ أحسَنتِ الأُمومَةَ‎.. صغيرتي، مَهْمَا أَخَذَني الحَديثُ بِوَصفِ هذا الشّعورِ، لن أوفيَ الأمرَ حقَّهُ‎.. لذا، فَإنّي أدعو الله أنْ لا يحرِمَكِ من لَذَّة هذا الحُبِّ‎.. ابتسمَتْ لي ورحَلَتْ‎.. حينها أدركتُ حَقًّا، ما يعنيه خوفُ أمّي.‏‎. حينها تَعرَّفْت على نَظرةِ القلقِ والاهتمَامِ التي تَسكُنُ عَيْنَيْ أمّي دَومًا‎.. حقًّا، لا شيءَ يَصِفُ شُعورَ الأُمُومَةِ‎.. ‎

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
كم ادهشني نبض قلبها
مرحبًا بك إلى planerm، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...